أخطاء العمرةالعمرة في رمضان لها ميزة عن غيرها من الشهور ، فقد خصت بمزيد الفضل وزيادة الأجر ، يقول عليه الصلاة والسلام : ( عمرة في رمضان تقضي حجة معي ) رواه البخاري ، ولذا يتنافس كثير من المسلمين لأداء العمرة في هذا الشهر أكثر من غيره ، وربما أداها بعضهم دون علم بأحكامها وما يجوز فيها وما لا يجوز ، فتقع منه الأخطاء والمخالفات التي يحسن التنبيه عليها ،
فمن هذه الأخطاء :· أخطاء في الإحرام :1ـ تجاوز الميقات بدون إحرام ، والواجب على من قصد مكة للحج أو العمرة أن يحرم من الميقات الذي يمر به ، ولا يتجاوزه بدون إحرام .
2ـ الاعتقاد بأن الإحرام هو ارتداء ملابس الإحرام التي هي الرداء والإزار ، وهذا غير صحيح، بل لابد للإحرام من نية الدخول في النسك.
3ـ اعتقاد أن أداء ركعتين قبل الإحرام شرط لصحة الإحرام .
4ـ وضع الطِّيب على الرداء أو الإزار قبل الإحرام ، والسنة وضع الطِّيب على البدن قبل الإحرام ، أما ملابس الإحرام فلا يطيِّبها ، وإذا طيبها لم يلبسها حتى يغسلها أو يغَيِّرها .
5ـ اعتقاد أن الغسل أو الوضوء عند الإحرام واجب ، وإنما هو مستحب ، فلو أحرم من غير وضوء ولا غسل فإن إحرامه صحيح .
6- الجهل بمواقيت الإحرام التي حددها الشرع ، و عدم مراعاة تلك المواقيت وخاصة من الحجاج القادمين عن طريق الجو ، لأن الواجب على الحاج أو المعتمر أن يُحرم من الميقات أو ما يُحاذيه ، فإن اشتبه عليه الأمر أحرم قبل الميقات احتياطاً ولا يتجاوز الميقات دون إحرام كما سبق .
7- كشف المحرم كتفه الأيمن دائماً من حين إحرامه من الميقات ، وهو ما يسمى بـ "الاضطباع" وهو خلاف السنة ، وإنما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك في طواف القدوم وطواف العمرة ، فإذا انتهى المحرم من طوافه أعاد رداءه على كتفيه في بقية المناسك .
8- التحرج من تغيير لباس الإحرام أو غسله مع أنه لا حرج في ذلك .
9- اعتقاد أن كل ما كان مخيطاً لا يجوز لبسه ، فيتحرج البعض من لبس الساعة أو النعلين ، أو الحزام ونحو ذلك ، بينما المراد بالمخيط ما خِيط أو نسُج على قدر البدن كالسراويل والثياب .
10- اعتقاد أن المرأة الحائض لا يجوز لها الإحرام ، وأن لها أن تتجاوز الميقات دون إحرام ، والصحيح أن الحيض والنفاس لا يمنعان المرأة من الإحرام ، فيجب عليها أن تحرم ، ولكنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر .
11- اعتقاد بعض النساء أن للإحرام ثياباً خاصة ، والصحيح أن المرأة يجوز لها أن تُحرم بثيابها المعتادة ، لكنها تجتنب لبس النقاب والقفازين
12- الدخول في النسك ثم تركه دون إتمامه ، والله تعالى يقول : { وأتموا الحج والعمرة لله } ( البقرة 196 ) فمن أحرم بالحج أو العمرة فليس له الرجوع عن نسكه حتى يتمه .
أخطاء في الطواف : 1- التلفظ بالنية عند الشروع في الطواف ، والصواب أن النية محلها القلب .
2- اعتقاد أن الطواف لا يصح دون استلام الحجر الأسود ، مع أن تقبيل الحجر سنة وليس شرطاً لصحة الطواف ، وإذا لم يتمكن الطائف من الوصول إليه إلاَّ بالمزاحمة الشديدة وإيذاء الناس ، فالأولى له ترك الاستلام والتقبيل والاكتفاء بالإشارة .
3- استلام أركان الكعبة الأربعة ، والثابت في السنة إنما هو استلام الحجر الأسود والركن اليماني من البيت دون غيرهما من الأركان .
4- تقبيل الركن اليماني ، أو الإشارة إليه من بُعد ، والسنة استلامه باليد دون تقبيل أو إشارة .
5- الرَّمَلُ - وهو إسراع المشي مع مقاربة الخطى - في جميع الأشواط ، والمشروع أن يكون الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى من طواف القدوم وطواف العمرة دون غيره من الطواف ، ودون الأشواط الأخرى .
6- تخصيص كل شوط من الطواف بدعاء معين ، ولم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الطواف دعاء مخصص لكل شوط إلا قوله: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} ( البقرة 201) بين الركن اليماني والحجر الأسود ، وما عدا ذلك فيدعو بما أحب من خيري الدنيا والآخرة ، وله أن يذكر الله ، وأن يقرأ القرآن .
7- رفع الصوت بالدعاء رفعاً يُذهب الخشوع ويشوش على الطائفين .
8- اجتماع الطائفة من الناس على قائد يلقنهم الدعاء .
9- الوقوف عند الحجر الأسود أو ما يحاذيه مدة طويلة ، وفي ذلك تضييق على غيره من الطائفين ، والسنة أن يستلم الحجر أو يشير إليه ويمضي دون توقف .
10- التمسح بالكعبة وأستارها .
· من الأخطاء التي تقع في ركعتي الطواف : 1- اعتقاد لزوم أداء الركعتين خلف المقام أو قريبا منه ، والمزاحمة للصلاة عنده ، مع أن ركعتي الطواف يجوز أن تصلَّى في أي موضع من المسجد إن لم تتيسر خلف المقام .
2- إطالة الركعتين بعد الطواف ، والسنة التخفيف ، فقد صلاهما النبي - صلى الله عليه وسلم - فقرأ في الركعة الأولى : { قل يا أيها الكافرون } وفي الركعة الثانية : { قل هو الله أحد } .
3- ومن الأخطاء ما يفعله البعض بعد ركعتي الطواف ، حيث يقوم عند المقام فيدعو بدعاء خاص يسمَّى "دعاء المقام" ، وهذا من البدع التي ليس لها أصل في الدين .
أخطاء في السعي : 1- رفع اليدين عند صعود الصفا والمروة كرفعهما في الصلاة ، والسنة أن يرفع يديه كهيئة الداعي ، ويحمد الله ويكبره ويدعو مستقبلاً القبلة .
2- الإسراع في السعي بين الصفا والمروة في جميع الشوط ، وهو خطأ ، والسنة الإسراع بين العلمين الأخضرين والمشي في بقية الشوط .
3- إسراع النساء في السعي بين العلمين وهو خلاف السنة ، والإسراع إنما هو خاص بالرجال دون النساء .
4- قراءة قوله تعالى:{ إن الصفا والمروة من شعائر الله } ( البقرة 158 ) في كل شوط كلما أقبل على الصفا والمروة ، والسنة قراءتها عند بداية السعي فقط إذا دنا من الصفا .
5- اعتقاد البعض أن الشوط هو السعي من الصفا إلى المروة ، ثم الرجوع مرة أخرى إلى الصفا، والصواب أن السعي من الصفا إلى المروة يعتبر شوطاً ، ومن المروة إلى الصفا يعتبر شوطاً آخر .
6- تخصيص دعاء معين لكل شوط ، ولم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعاء خاص بكل شوطٍ ، إلا ما كان يدعو به على الصفا وعلى المروة .
7- التطوع بالسعي بين الصفا والمروة من غير أن يكون في حج أو عمرة ، والسنة جاءت باستحباب التطوع بالطواف بالبيت فحسب .
· أخطاء في الحلق والتقصير : 1- تقصير بعض شعر الرأس دون البعض الآخر ، والواجب تعميم الرأس بالتقصير أو حلق الشعر كله .
2- اعتقاد البعض أن من السنة استقبال القبلة عند الحلق ، وهذا لا دليل عليه .
أخطاء في الاعتكافمن الأخطاء جعل بعض الناس الاعتكاف فرصة للقاء والاجتماع والتحدث ، فترى المجموعة من الأصحاب يحرصون على أن يعتكفوا في مسجد واحد أو في مكان معين من المسجد لهذا الغرض ، وكل ذلك من الغفلة عن مقصود الاعتكاف الذي هو الانقطاع عن الناس ، والاشتغال بعبادة الله ، والخلوة به ، والأنس بذكره .
2. التوسع في المباحات والإكثار من الأكل وفضول الطعام ، والذي ينبغي للمعتكف أن يحرص على تقليل طعامه ما أمكن ، وأن يقتصر منه على ما يعينه على العبادة ، فإن قلة الطعام توجب رقة القلب وانكسار النفس ، وتطرد الكسل والخمول ، ومن كثر أكله لم يجد لذكر الله لذة .
3. من الأخطاء جعل الاعتكاف فرصة للمباهاة والتفاخر وجلب ثناء الناس ، كقول البعض اعتكفنا في الحرم أو المسجد الفلاني أو ما أشبه ذلك طلباً للمدح والإعجاب ، والواجب أن يخفي الإنسان عمله ، وأن يخاف عليه من الرد وعدم القبول ، فإن الأعمال بالنيات ، ومما يعين العبد على ذلك اختيار المسجد الذي لا يعرف فيه أحداً ولا يعرفه أحد ، وعدم إعلان ذلك للناس حتى يكون أقرب إلى الإخلاص .
4. الإكثار من النوم وعدم استغلال الأوقات في المعتكَف ، فالمعتكف لم يترك بيته وأهله وأولاده لينام في المسجد ، وإنما جاء ليتفرغ لعبادة الله وطاعته ، فينبغي أن يقلل من ساعات نومه قدر استطاعته ، وأن يغير البرنامج الذي تعود عليه في بيته .
5. ومن أخطاء المعتكفين أيضاً كثرة الخروج من المعتكف لغير حاجة معتبرة ، كالخروج المتكرر إلى السوق لشراء الأكل ، بينما يكفيه من ذلك مرة واحدة .
6. ومن أخطاء المعتكفين ، عدم المحافظة على نظافة المسجد ، فربما ترك بعض المعتكفين مخلفاتهم دون تنظيف ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها ) متفق عليه ، والذي ينبغي على المعتكف أن يتعاهد موضع معتكفه بالتنظيف .
7. من الأخطاء التي تحدث من بعض المعتكفين وخصوصا في الحرمين أن بعضهم لا يصلي أحياناً التراويح مع المصلين وخصوصاً في العشر الأواخر اكتفاء بصلاة القيام ، ويظل يشوش على المصلين برفع الأصوات في أحاديث لا طائل من ورائها .
8. ومن الأخطاء ما يلاحظ من إظهار البعض الجد والحزم والنشاط في أول أيام الاعتكاف ، ثم لا يلبث أن يفتر ويتراخى بسبب المخالطة وإلف المكان ، والذي ينبغي أن يستمر هذا النشاط والجد إلى آخر لحظة ، تحرياً لليلة القدر التي أخفاها الله عنا لهذا الغرض .
9. ومن الأخطاء تفريط بعض الناس في حق أهله وأولاده وتضييعهم وهو في معتكفه ، فربما انحرف الواحد منهم وضاع وخصوصاً مع غياب الرقيب والمتابع ، والاعتكاف سنة ، والمحافظة على الأهل والأبناء من الواجبات ، فكيف يضيع الإنسان الواجب من أجل المحافظة على سنة ، ولاشك أن الجمع بين الأمرين هو المطلوب إن تيسر ذلك .
من أخطاء النساء في رمضانمن الأخطاء ضياع أوقات كثير من النساء بالنهار في إعداد الطعام ، والتفنن في الموائد والمأكولات والمشروبات ، حيث تقضي المرأة معظم نهارها في المطبخ ، ولا تنتهي من إعداد هذه الأطعمة إلا مع أذان المغرب ، فيضيع عليها اليوم دون ذكر أو عبادة أو قراءة للقرآن ، وينبغي على الأخت المسلمة أن تحفظ وقتها في هذا الشهر الكريم ، وأن تقتصد في الطعام والشراب فتصنع ما لا بد منه وتكتفي بصنف أو صنفين ، وأن تتعاون النساء في البيت الواحد بحيث تعمل واحدة وتتفرغ الأخرى للعبادة والذكر وتلاوة القرآن .
2. ضياع الأوقات بالليل في الزيارات التي قد تمتد لساعات متأخرة من الليل وربما إلى قبيل الفجر ، أو الانشغال بمتابعة القنوات والبرامج التلفزيونية ، فتقضي المرأة معظم ساعات الليل في مشاهدة ذلك ، وكان الأولى بها أن تحيي ليلها بعبادة الله وذكره وشكره وتلاوة كتابه .
3. خروج بعض النساء إلى المسجد لصلاة العشاء والتراويح بلباس الزينة مع التعطر والتطيب مع ما في ذلك من أسباب الفتنة والإثم ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة ) رواه مسلم ، ويقول : ( أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ) رواه أحمد .
4. الاختلاط الذي يحصل بين النساء والرجال عند الخروج من المسجد بعد صلاة التراويح ، مما قد يتسبب في حصول الفتنة ، والواجب عليهن أن يبادرن بالخروج قبل الرجال ، ولا يمشين إلا في حافة الطريق وجوانبها ، فهو الأستر والأحفظ لهن ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - للنساء لما رآهن مختلطات بالرجال في الطريق : (استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق ، عليكن بحافات الطريق ) رواه أبو داود .
5. ومن الأخطاء فتور بعض النساء عن العبادة حال الحيض والنفاس ، فتظن أنها في رخصة من كل أنواع العبادة التي تقربها إلى الله جل وعلا ، مع أنه يمكن للحائض أن تؤدي كثيراً من الطاعات حال حيضها كالمداومة على الذكر والدعاء ، والصدقة ، وقراءة الكتب النافعة ، والتفقه في الدين ، بل لها أن تقرأ القرآن على القول الصحيح دون مس للمصحف ، إلى غير ذلك من الأمور التي ينبغي أن تحرص عليها الأخت المسلمة .
6. الانشغال في العشر الأواخر من رمضان بالتجهيز للعيد ، والتجول في الأسواق ومحلات الخياطة لشراء الملابس ، وهو خلاف هدي النبي - صلى الله عليه وسلم- الذي كان يجتهد في هذه العشر ما لا يجتهد في غيرها ، ويمكن للمرأة شراء حاجاتها وحاجات أولادها قبيل شهر رمضان ، أو في الأيام الأولى منه بحيث تتفرغ تفرغاً تاماً إذا دخلت العشر .
7. من الأخطاء أن بعض النساء قد تطهر قبيل الفجر ، ولا تتمكن من الغسل لضيق الوقت ، فتترك الصيام بحجة أن الصبح أدركها قبل أن تغتسل ، مع أن الواجب عليها أن تصوم ولو لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر .
8. ومن الأخطاء إنكار البعض على بناتهم إذا أردن الصيام بحجة أنهن صغيرات ، وقد تكون الفتاة ممن بلغت سن المحيض ، فإذا أرادت الصيام منعها أهلها من غير أن يسألوها عن مجيء الحيض أو لا ، فقد تكون بلغت سن التكليف الذي يجب فيه الصوم وهم لا يعلمون بذلك .
9. خروج كثير من النساء إلى الأسواق مع السائق الأجنبي ومن غير محرم ، وقد يخالطن الباعة ، فتحصل الخلوة المحرمة التي تقود إلى أمور لا تحمد عقباها ، فعلى المرأة الشريفة العفيفة أن تتجنب مواطن الريبة ، وأن تبتعد عن أماكن الاختلاط ونظرات العابثين ، وأن تلتزم بلباس الحشمة والحياء حتى لا يطمع فيها طامع أو يتطلع إليها فاسد .
~~~~~~~~~~~~~~~~ورمضان كريـــم علينا وعليكمــ...
.....................